فيديو
صوت
((…إياك نعبد وإياك نستعين…))
لا نعبد إلا إياك و لا نستعين إلا بك.
هل فكرتُ في هذا المعنى من قبل ؟
هل أنا مطبق له بالفعل ؟
هل أسمع الله – سبحانه وتعالى – حين يقول لي في كل مرة أتلو هذه الآية في صلاتي : (( هذا لعبدي ولعبدي ما سأل )) ؟
هل أنا فعلا أعبد الله و لا أشرك به شيئا ؟
لا أعبد إلا إياك يا الله مخلصا لا أشرك بك أحدا أو شيئا.
ما هي عبادة الله؟
هي إسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
عبادة الأقوال مثل: قول الصدق و الكلمة الطيبة.
عبادة الأعمال الظاهرة مثل: الصلاة و الصيام والصدقة.
عبادة الأعمال الباطنة مثل: التواضع و سلامة الصدر من الحقد أو الكبر أو الحسد.
ما هي شروط صحة عبادة الله؟
وهي الشروط التي حين أطبقها في عبادتي أضمن بضمان الله و حسن الظن به صحة هذه العبادة.
أولا: الإخلاص لله – سبحانه و تعالى –
و هو أن يكون القصد من هذه العبادة هو الله سبحانه وتعالى.
أرجو رحمته و كرمه ،و أخاف غضبه وعقابه، و أحب أن أرضيه.
فإذا صليتُ وصمتُ و تصدقتُ ولكن كان قصدي أن يقول الناس عني أنني من المصلين ، أو ليقولوا أنني من الصائمين ، أو ليقولوا أنني من المتصدقين ؛ ذهب عملي هباءا منثورا. بل أصبح ما أفعله شرك بالله – سبحانه وتعالى –
الحالة الوحيدة التي أنوي و أتعمد أن يراني الناس هي أن أنوي أن أكون قدوة لمن يراني ليعمل نفس العمل ابتغاء رضى الله – سبحانه وتعالى- تفعيلا لقول الله (( … الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا و علانية…)) .
سرا لضمان الإخلاص، و علانية لضمان شيوع الخير والقدوة الصالحة في المجتمع بدلا من شيوع الشر والقدوة السيئة.
ثانيا وأخيرا: الموافقة لنهج رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
و هي أن تكون العبادة تحت مظلة سنة النبي – صلى الله عليه وسلم – بدون ابتداع سئ أو تشدق. فكل عبادة لها أثر أو دليل.
فلا نعبد الله بأهوائنا إنما نعبده باتباعنا لرسوله – صلى الله عليه وسلم-.
فإذا أردتُ أن أصوم يوما لله. هذا لا بأس به.
لماذا ؟
لأن هناك حديث عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (( من صام يوما في سبيل الله بَعَّد الله وجهه عن النار سبعين خريفا )).
أما إذا أردتُ أن أصوم يوما بعينه معتقدا فضل هذا اليوم بذاته دون غيره ولم يكن هناك نص صحيح ينص على فضل صيام هذا اليوم ؛ فهذا بدعة.
لأنه ومع أن الصيام في حد ذاته عمل صالح ؛ لكنه ليس على منهج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في اعتقاد فضل يوم بعينه.
يقول الله – سبحانه و تعالى – على لسان المؤمن (( … و أن أعمل صالحا ترضاه … ))
صالحا ترضاه ؟!
هل هناك صالحا لا يرضاه الله ؟!
نعم. هو ما كان صالحا في ذاته لكنه ليس على نهج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولا ينتدرج تحت قول أو فعل أو تقرير من رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
هل أنا فعلا أستعين بالله ولا أستعين إلا به ؟
ما هي الإستعانة؟
هي الإعتماد على الله في جلب المنافع ، و دفع المضار ، مع الثقة في تحصيل ذلك منه لاغير.
الإعتماد على الله في جلب المنافع مثل: حينما أشرب الماء ؛ فإنني في يقيني أن هذا الماء في ذاته لا يرويني ؛ إنما الله – سبحانه و تعالى – هو الذي يرويني بهذا الماء.
الإعتماد على الله في دفع المضار مثل: حينما أتناول الدواء ؛ فإنني في يقيني أن هذا الدواء في ذاته لا يشفيني ؛إنما الله – سبحانه و تعالى – هو الذي يشفيني بهذا الدواء.
ما هي شروط صحة الإستعانة؟
هي أن أوقن أنه ” لا حول و لا قوة إلا بالله “.
أي أنه لا حركة ولا تحول من حال إلى حال و لا قوة على فعل شئ أو تركه إلا بإذن الله العلي العظيم .
ولذلك جاء في الحديث ((… و إذا استعنت فاستعن بالله ، و اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ ؛ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك. و إن اجتمعوا على أن يضروك ؛ لن يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك …))
ومما يعين على تذكر هذا المعنى هو الإكثار من ذكر ” لا حول و لا قوة إلا بالله ” فهذا الذكر كنز من كنوز الجنة كما جاء في الحديث.
مع العلم أن الإستعانة بالله لا تقتضي التواكل و الكسل وعدم الأخذ بالأسباب. بل لابد من الأخذ بالأسباب بنية أنها عبادة ترضي الله – سبحانه وتعالى – ليحقق لنا ما نرجوه منه.
يقول الله – سبحانه و تعالى – ((( … هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه …)))
لم يقل – سبحانه – : فانتظروا رزقه!
بل قال – سبحانه -: فامشوا …
دليل على السعي والأخذ بالأسباب. فالمشي ليس في حد ذاته هو المؤدي للرزق؛ إنما رضى الله – سبحانه وتعالى – عن هذا المشي هو الذي يؤدي للرزق
الخلاصة؛
هذه خاطرة مرت على فؤادي فأحببت أن أمررها على أفئدتكم كذلك.
وجزاكم الله خيرا
خاطرة جميلة. الله يجزيك الجنة يا شيخ.