تدبرات من الجزء السادس عشر3 دقيقة للقراءة

تدبرات من الجزء السادس عشر من القرآن. نقف وقفات سريعة على ما فيه من القصص لعلنا ننتهج نهج السابقين في الهداية فنكون من المفلحين.
الدال على الخير كفاعله:

فيديو

صوت

قصص القرآن

ورد في الجزء السادس عشر من القرآن 19 قصة.
ليس الشأن في سردها، ولكن الشأن في تدبر ما فيها من فوائد وعبر حتى تكون لنا نبراسا وهداية…
نتعالوا بنا نقف وقفات سريعة على بعض هذه القصص…

1- تكملة قصة موسى والخضر

1- سأنبئك بتأويل مالم تسطع عليه صبرا ...

النظر لمآلات الأمور قبل النظر لحاضرها… 

2- وكان أبوهما صالحا …

من هذا الأب الذي أرسل له الله نبيان لحفظ ميراث أولاده؟!!

الصلاح يسخر الكون للصالح ويحفظ ذريته…

يعضده قول الله  {( وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديد )} [النساء: 9

2- قصة ذو القرنين

1- آتيناه من كل شئ سببا… فأتبع سببا..

بأخذك بالأسباب يهون كل شئ بإذن الله… 

2- بلغ مغرب الشمس .. بلغ مطلع الشمس .. بلغ بين السدين…

النشاط والحركة في الكون … 

وليس الركون والرقود… 

يعضده قول الله {(هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور )} [الملك: 15]

3- فأعينوني بقوة..

لا يوجد شخص عنده القوة المطلقة… لابد من العمل الجماعي في كل عملية إصلاح… 

في التاريخ والحاضر، طالما وجد اتحاد؛ وجد الخير للمتحدين …

4- هذا رحمة من ربي…

نسبة الإنجاز لله …

وهو عكس ما فعله قارون الذي قال: {( أوتيته على علم عندي .. )}  [القصص: 78] … 

3- قصة زكريا ويحيى

1- لم أكن بدعائك رب شقيا…

ما هو مقامنا في الدعاء؟

هو لم يتذوق طعم الشقاء بسبب ملازمته لدعاء الله… 

تشعر بشقاء؟ إذن ابحث عن حالك مع الدعاء…

2- يرثني ويرث من آل يعقوب…

الحرص على استمرار الدين ونقله للأجيال…

3- أنى يكون لي؟… هو علي هين…

الله قادر على كل شئ مهما كانت الظروف و الأحوال …

إن كانت سنن الكون حق… فإن قدرة الله أحق…

4- أوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا..

الحرص على الدعوة بالمتاح…

هو لا يستطيع الكلام… إذن يدعوا بالإشارة!

لا تنتظر وهم المثالية…

5- يا يحيى خذ الكتاب بقوة…

إياك أن تضعف في التمسك بكتاب الله …

وهو نفس ندائه لموسى {( فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها )} [الأعراف: 145]

5- قصة مريم وعيسى

1 -مريم بنت عمران… وزكريا كفيلها…

 العذراء الطاهرة … لها مقامها لدرجة تسمية سورة كاملة باسمها…

2- لم يمسسني بشر ولم أك بغيا…

 حرص الطاهرة على التعفف وعدم تقليل شأنها…ولو بدعوى الحرية…

3- هو علي هين…

قدرة الله على كل شيء ..

فكما خلق آدم بلا أب ولا أم..

وخلق حواء بأب دون أم …

يخلق عيسى بأم دون أب …

ويخلق سائر المخلوقات بأب وأم…

4- قال إني عبد الله…

جعلني نبيا… جعلني مباركا… أوصاني بالصلاة…. والزكاة… برا بوالدتي… ولم يجعلني جبارا شقيا..

فهو مأمور بالعبادة كغيره من الخلق..

5- والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا…

فهو ولد ولادة مثل البشر…

وهو في معتقد كل مسلم عقيدة واضحة جلية لا ريب فيها ولا لبس… أن سيدنا عيسى لم يمت بعد .. بل رفعه الله إليه سالما .. ولم يصلب ولم يقتل… بل حفظه الله بحفظه… 

يعضده قول الله {( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم )} [النساء: 157]  

وأنه سينزل في آخر الزمان ويحارب الدجال .. إلى آخر الأحداث التي يعلما عوام المسلمين…

6- ما كان لله أن يتخذ من ولد ...

فمقام الله فوق كل شيء… وهو قادر على كل شئ…

كل شئ غير الله هو خلق الله… (( وخلق كل شئ.. )) 

الله له خلق… كلنا مخلوقات الله…

قد يكون لبعضنا فضل .. لبعضنا مقام … لكن لا نتجرأ أن يكون لنا ندية معه سبحانه…

6- قصة إبراهيم وأبيه

1- يا أبت ...

 إبراهيم أبو الأنبياء .. أبوه صانع الأصنام…

 الفكرة ليست فقط في النسب… الفكرة ماذا تفعل وتقدم في حياتك…

وعلى الرغم من كفر أباه؛ إلا أنه أصر على بره طول الحياة… 

2- لم تعبد؟ قد جائني.. لا تعبد.. إني أخاف..

فن تغيير الأساليب في الدعوة إلى الله..

ابتدأها باستفسار …

ثم بإخبار …

ثم بتوجيه …

ثم بتعاطف …

وهذا نهج كل داع… يبحث عن تجديد خطابه محاورا لحالات نفس مستمعيه…

3- فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له…

من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه…

بماذا عوضه الله؟ عوضه بالذرية الصالحة…

 إسماعيل الذي جاء منه محمد … و إسحاق الذي ولد يعقوب ومنه جاء بقية الأنبياء …

فكل الأنبياء بعد إبراهيم جاءوا من نسل إبراهيم عليه السلام…

7- قصة اسحاق ويعقوب ملخصة

لسان صدق عليا ...

 الصدق هو الأصل وهو الذي يرفع صاحبه للعلا …

8- قصة موسى ملخصة

1- مُخلَصا..

 لما خلص نفسه الله .. خلصه الله له..

2- وهبنا له من رحمتنا أخاه …

 نعمة الأخوة في الله نعمة غالية ثمينة…تجلب الرحمات…

9- قصة اسماعيل ملخصة

1- كان صادق الوعد...

الوفاء بالوعد واحترام الكلمة من شيم الصالحين… 

2- وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة...

احترام المسؤولية الأسرية… فليس الشأن أن تعبد الله وفقط… لكن لابد من الحرص على التوجيه الأسري…

وقد جاء في الحديث (( … والرجل رَاعٍ في أهله ومسؤول عن رَعِيَّتِهِ، والمرأة رَاعِيَةٌ في بيت زوجها ومسؤولة عن رَعِيَّتِهَا … )) [متفق عليه]

10- قصة ادريس ملخصة

كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا...

هو نبي قبل نوح … كان ملازما تصديق وعد الله …  والصدق مع خلق الله … 

فالصدق مع الله ومع الناس سبب للمكانة العالية في الدنيا والآخرة…

11- قصة الذرية..

فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا...

ليس الشأن ما فعل الآباء .. إنما الشأن ما نفعل نحن … 

ضياع الصلاة أول طريق اتباع الشهوات..

واتباع الشهوات أول طريق الغي …

12- قصة العاص بن وائل

1- لأوتين مالا و ولدا..

أخبر خَبَّاب رضي الله عنه أنه كان يعمل حدّادًا في الجاهلية،

وكان له عند العاص بن وائل دين،

فذهب لطلب حقه منه؛ أجرةَ عملِ السيف،

 فقال له العاص: لا أعطيك دراهمك حتى تكفر بمحمد،

 فقال خَبَّاب: لن أكفر به حتى تموت ثم تبعث، فكأنه قال: لا أكفر أبدًا، فخاطبه منبهًا له على اعتقاده الباطل أنه لا يبعث،

 فرد عليه العاص: وهل سأبعث بعد الموت؟إذن فسوف أعطيك حقك بعد أن أبعث، إذا رجعت إلى مال وولد،

فنزلت الآية وفيها وعيد شديد له بالعذاب وتوبيخ على ما قاله من الاستهزاء بالبعث …

[متفق عليه]

2- ونرثه ما يقول ويأتينا فردا...

ونبهنا سبحانه أن الإنسان لن يجد يوم القيامة إلا ما يقول وينتج عن هذا القول فعلا … 

13- قصة موسى مع الله

1- أنا ربك فاخلع نعليك..

ماذا خلعنا نحن احتراما لله؟

هل خلعنا حيائنا معه وتجرأنا عليه سبحانه؟!

أم أننا خلعنا هوانا ابتغاء مرضات الله؟

2- أقم الصلاة لذكري…

فليس الشأن في الإقامة .. إنما الشأن في الغاية من هذه الإقامة..

3- ولي فيها مآرب أخرى..

الأنس بالله صفة كل محب…

متى آخر مرة حدث الله وفضفضت له؟!

4- اشرح لي صدري…

الدعاء قبل فعل أي شيء ..

5- اشدد به أزري...

الصحبة الصالحة تعين على الحق…

14- قصة موسى مع امه واخته

1- أن اقذفيه في التابوت…

لا تيأس من الأمور الغير منطقية الحاصلة… فقد يكون فيها عين النجاة..

2- إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم..

الأخذ بالأسباب لا يتنافى مع التوكل على الله…

3- ولتصنع على عيني .. واصطنعتك لنفسي..

منزلة سيدنا موسى عند الله …

15- قصة موسى مع فرعون

1- فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى..

الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة..

2- إنني معكما أسمع وأرى..

استحضار معية الله …

3- ما بال القرون الأولى؟

لابد من تقبل الشيء الجديد المفيد حتى ولو لم يوجد من قبل .. 

فالله لا يضل ولا ينسى.. فقد يسر لكل أهل قرن ما فيه خير لهم..

فعدم قبول الحق بحجة أنه لم يأت للسابقين حجة واهية…

4- أجئتنا لتخرجنا من أرضنا؟

مغالطة رجل القش … 

قلب الحقائق لتأجيج الرأي العام هو دأب المفسدين..

فسيدنا موسى جاء لهداية فرعون وقومه… 

فإن لم يقبل فرعون الهداية؛ على الأقل أن يترك موسى وبنو إسرائيل ليخرجوا…

فهو لا يريد إخراج فرعون إنما يريد إخراج بني إسرائيل…

لكن فرعون قلب الحقائق حتى يثير حمية الناس…

5- موعدكم يوم الزينة..

لكل مقام مقال… 

حرية التعبير أساس لنصرة الحق …

6- فتنازعوا بينهم وأسروا النجوى… فأجمعوا كيدكم في ائتوا صفا…

التنازع والخلاف سنة كونية … لكن إدارة هذا الخلاف والتنازع فن لا يدركه إلا كل ناجح…

وحدة الصف حتى مع وجود الخلاف سبب من أسباب النصر..

الإسرار في الاختلاف و الإظهار في الإجتماع.. وليس العكس …

16- قصة موسى مع السحرة

1- يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى...

نحذر من قلب الحقائق والسم في العسل..

2- لا تخف إنك أنت الأعلى.. لا يفلح الساحر حيث أتى…

أنت أعلى باتباعك الحق والعمل به وليس بالادعاء والانتماء النظري..

ولو انسقت وراء الشعارات الرنانة الخالية من التطبيق فلا يوجد فلاح..

3- لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات…

لا نضحي بالهداية في سبيل أي شئ آخر… 

4- من يأت ربه مجرما ... ومن يأته مؤمنا…

دوام النظر والاستحضار في أي فريق سيكون الإنسان..

5- فألقي السحرة سجدا…

كل له دوره في الدعوة … ليس الشأن فيمن سبق.. لكن الشأن فيمن صدق…

17- قصة موسى مع بني إسرائيل والخروج

1- فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى…

صاحب الحق منصور من الله لا محالة طالما ثقته في الله تامة…

2- وأضل فرعون قومه وما هدى...

ليس الشأن في كثرة الجنود… ولكن الشأن في عدالة القضية…

3- ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي…

نصر الله في موضع لا يعني العصمة في بقية المواضع…

فلا يغتر الإنسان أن الله طالما نصره في هذا الموقف سينصره في بقية المواقف… 

لأن الشأن ليس في الموقف؛ لكن الشأن في حالك وأنت في هذا الموقف… 

18- قصة موسى مع بني إسرائيل و العجل

1- ما أعجلك عن قومك؟

يحتاج الناس الى المصلحين وإلا ضلوا وأضلوا..

2- وعجلت إليك رب لترضى...

الله هو أولى الأولويات… 

متى آخر مرة كنت مستعجلا فيها لأنك تخاف أن يفوتك موعد دنيوي؟

وفي المقابل كم آخر مرة كنت فيها مستعجلا لأنك تخاف أن تفوتك عبادة يحبها الله؟

هل إذا جاء وقت الصلاة تعجل إليها؟ أم تكون من الذين قال عنهم الله {( وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى )} [النساء: 142]  

وكذا في باقي العبادات…

3- أفطال عليكم العهد؟

الملل سببه عدم وجود غاية..

4- أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا؟

الإتباع المبني على الرؤية وليس الإتباع الأعمى..

5- حتى يرجع إلينا موسى...

الاستجابة من الأعلام دون غيرهم سبب في الغواية والضلالة…

لا تنظر فقط الى الداعي ولكن انظر الى دعوته…

6- يا هارون ما منعك؟ ما خطبك يا سامري؟

لا تتعامل مع الناس بنفس المستوى…

التريث والنظر قبل ردة الفعل…

استفد من معاملاتك مع الناس فلا تقع في نفس الخطأ مرتين…

فسيدنا موسى عاتب أخاه… فلما علم حجته… وجاء الى السامري… لم يبدأ بمعاتبه… إنما بدأ بسؤاله ويرى ما حجته…

19- قصة آدم مع الشيطان

1- فنسي ولم نجد له عزما:

 لا صغيرة مع الإصرار … ولا كبيرة مع الاستغفار…

2- بعضكم لبعض عدو:

العدو الحقيقي هو الشيطان..

يعضده قول الله {( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا )} [فاطر:6

منا من يتخذ الشيطان صديقا ولو ادعى غير ذلك!

فالصداقة والعداء بالأفعال وليس بالادعاء…

3- فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ..

ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى…

فمن يجد في حياته بعد الطريق … ومن يجد في حياته شقاء وتعاسه وضنك وضيق… فليعلم أنه حتما بعيد عن هدى الله سبحانه وتعالى…

الخلاصة،،،

الجزء السادس عشر من القرآن فيه عبر وحكم … وقفنا سويا وقفات سريعة على ما فيه من القصص لعلنا نهتدى بهدى السابقين… 

والجزء مليء بوقفات كثيرة أخرى، فليبحث عنها كل مهتم…

مصادر

مذكورة في ثنايا المقال.

الدال على الخير كفاعله:
شيخمهندس
شيخمهندس

أًنادى بـ ( شيخ ) لأني متخرج من جامعة الأزهر الشريف…

و أُنادى بـ ( مهندس ) لأني متخرج من كلية الهندسة ..

لذلك لُقِّبتُ بـ ( شيخمهندس ) .. على غرار ( باشمهندس ) ..

معروف بخواطري و مساهماتي الدعوية و التقنية على وسائل التواصل المختلفة ..

هدفي هو دعوة الناس إلى الموازنة بين الإلتزام الديني و الإلتزام الدنيوي، عن طريق لفت الإنتباه إلى أن :
المُتَدَيِّن ؛ هو البعيد عن الحرام وليس عن الحياة

المقالات: 23

ما هو تعليقك ؟