فيديو
صوت
من الصناعات الرائجة في هذا الزمن -للأسف- هي صناعة الأعداء! ومن الصناعات الكاسدة هي صناعة الأصدقاء.
صناعة العدو
إن تعاملت مع برئ على أساس أنه مذنب ؛ فإنك بذلك ستصدمه وتفتح مداركه لدرجة قد تحوله لمذنب بالفعل لاحقاً.
فتكون بسوء ظنك صنعت عدوا لك من لا شئ.
بل قد يؤدي سوء ظنك به بأن يجعلك تتصرف تجاهه تصرفات معينة قد تضعه هو في مواقف محرجة مع غيرك لاحقاً.
رسالة لمن يسئ الظن بغيره
ليس كل من حولك يفكرون بنفس طريقتك. ليس كل من يتعامل معك يحسب الأمور بنفس حسبتك. ليس شرطا بسبب أن فلان له صلة بفلان أنه يفكر بنفس أسلوبه.
فارحم نفسك من كثرة التحليل و التخطيط و ارحم غيرك من محاولة التبرير.
ولا تأخذ قرارات عملية وتنفيذية تجاه شخص لمجرد أنك تظن أنه قد يفعل شئ أنت لا تحبه.
واعلم أن المذنب أو البرئ يعتمد على رؤيتك الذنب منه. لا مجرد ظنك حصول الذنب منه.
وان كنت لا تريد أن تجعل منه صديق؛ فعلى الأقل لا تجعله عدو بسبب جهلك في التعامل معه.
رسالة لمن كان بريئا في مشاعره وتعامل معه آخرين بسوء الظن
لا تنقلب عدو.
لا تجعل الظن السيئ بك يجعلك سيئا بالفعل.
لا تجعل الظن السيئ هو الذي يحدد شخصيتك.
أنت برئ. حتى وإن تفتحت لك مدارك لم تكن تأتي على بالك فاعتبر هذه المدارك الجديدة عبارة عن خبرات حياتية.
فكن على برائتك واستمر عليها حتى تجعل من ظن بك سوءا يلوم نفسه في مرحلة من المراحل أنه ظن هذه الظنون بك.
صناعة الصديق
والعكس صحيح؛ فإن تعاملت مع مذنب على أساس أنه برئ فإنك ستصدمه لدرجة قد تحوله لأن يصلح من نفسه لاحقاً.
فتكون بحسن ظنك صنعت صديقا من لا شئ.
ولا نقول هنا أن تثق بالمذنب بسذاجة و تؤمنه على ما قد يسبب مفسدة. لكن ما نقوله هو حينما تتعامل معه في شئ إجعله يشعر بأنك تحسن الظن به في هذا التعامل الحاصل.
رسالة لمن كان مذنبا و تعامل معه آخرين بحسن الظن
أشكر الله على أن سترك بين خلقه واجعل حسن الظن بك يعطيك فرصة لإصلاح الأمور في ما هو آت و بذل الوسع في إصلاح ما قد فات.
رسالة لمن يتعامل مع المذنب بحسن الظن
جزاك الله خيرا على هذه المشاعر الطيبة و النقية.
ولكن احذر ان تثق ثقة عمياء فيمن لا يستحق.
فإعطاء الثقة في التعاملات العامة شئ ، وإعطاء الثقة في التعاملات الخاصة شئ آخر.
فمن رأيت بنفسك منه ذنبا في مجال معين ؛ فانظر على أنه ضعيف في هذا المجال وليس شرطا أن يكون ضعيفا في باقي المجالات.
فهناك من تستطيع التعامل معه في تجارة لكن لا تستطيع التعامل معه في سفر.
هناك من تستطيع التعامل معه في رحلة ترفيهية لكن لا تستطيع التعامل معه في حفظ أمانة معينة.
فاعط كل ذي قدر قدره ولا تحمل شخصا تعلم فيه عيب في نقطة معينة ما لا يطيق. ولا تحرمه من العطاء في النقاط التي تعلم أنه فيها قوي.
الخلاصة
اللهم إنا نعوذ بك الجهل المؤدي لصناعة الأعداء و نسألك البصيرة التي توفقنا لصناعة الأتقياء.
